من واجبات الإنسان القوي في هذه الحياة الأخذُ بيد الإنسانِ الضعيف غير القادر على أداءِ التزاماته لوجودِ ضعفٍ لديهِ في جانبٍ مُعين أو عددٍ من الجوانب، فتقديم المساعدة للآخرين الذين يَحتاجونها يُمثل أقصى درجاتِ الإنسانية، خاصةً إنْ كانت هذه المُساعدة المُسداة غير مشروطة أو مقيدة.
حثت القيم النَّبيلة كلها على أهمية قيام الأقوياء بمثل هذه الأعمال الحسنة، وجاءتْ الدّيانات ومنها الدّيانة الإسلامية وجعلت ذلك من أَفضلِ الأعمال التي يَقوم بها الإنسان، والتي تُقدّم له العديد من الفوائد على طبقٍ من ذهب، ومن وجوه هذه الأعمال التَّصدق على الفقراء والمحتاجين وبذل الأموال لهم في سبيل الله، مما يعود بالخير والنَّفع على المُتصدّق وعلى باقي أفراد المجتمع. فيما يلي بعض جوانب حث الناس على التصدق في الديانة الإسلامية.
الحثُّ على الصدقةحثَّ القرآن الكريم والسّنة النّبوية على التصدُّق في العديد من الآيات الكريمة والأحاديث النّبوية الشريفة، ومن بين هذه المواضع الآية الكريمة التي وضَّح الله بها الخير الكبير غير المحصور الذي يُصيب المُتصدق الذي أخلَص لله تعالى في صدقته، ولم يتصدّق لأجل مصلحةٍ دنيويةٍ، أو لأجل أنْ يراه الناس، قال تعالى: (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتت سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ){سورة البقرة: 261}
من وجوه حث الإسلام على الصدقة اتّباعه وسيلة تِبيان بعض جوانب الخير الذي قد يُصيب الإنسان الذي يُنفق ماله في سبيل الله، ولعلَّ أبرز هذه الجوانب أنَّ الصدقة تُبعد غَضَبَ الله تعالى عن المتصدق وتطفؤه، كما أنّها تُعتبر من الوَسائل التي يَدفع الله تعالى بها السّوء عن أمواتِ المتصدق.
إلى جانب ذلك فإنّ التَّصدق من الأعمال التي تُفرِّج الكُرَبَ والشّدائد عن المُتصدِّق في الدنيا والآخرة؛ وذلك لِأن هذا العمل يُساعد على تفريج كُرب الآخرين وشدائدهم، فبعض الصدقات على الرغم من صغرها وتواضعها إلّا أنّها كفيلةٌ بإدخال الفرحة والسّرور على قلبِ أسرةٍ توقفتْ حياتها على هذه المساعدةِ البسيطة، ومن هنا فإنَّ الصدقة أيضاً تجعل المجتمع أكثر تلاحماً وتنشر المحبة بين الناس.
كان الأنبياء الكرام - عليهم الصلاة والسلام -، والصّحابة - رضوان الله عليهم - من أكثر النّاس الذين يقومون بهذه الأعمال الفَضيلة، فكان البعض منهم لا يجد له شيئاً في بيته من كثرةِ تصَدُّقه على الفقراء والمحتاجين، وعلى رأس هؤلاء رسول الله محمد - صلى الله عليه وسلم - الذي يجب أنْ يَتخذه الناس قدوةً في هذا الباب، وفي كافة الأبواب الأخرى حتى يعمّ الخير وتتنزّل الرّحمة والسّكينة على المجتمعات.
المقالات المتعلقة بالحث على الصدقة